قوة الأسئلة

إن الأسئلة أداة فاعلة في التواصل اللفظي. يتم استخدامها في التواصل الشخصي بصورة واسعة، لمعرفة أحوال المقابل وأخباره. كما يستعين بها كثير من أصحاب المهن والوظائف في أداء مهامهم ووظائفهم. فالطبيب لا يمكنه تشخيص المرض دون طرح الأسئلة على المريض. والمعلم لن يتمكن من أن يقيس مستوى الطلبة ويقيّمه دونه. ومندوب المبيعات لا يسعه فهم ما يريده المشتري دون طرح الأسئلة، وغير ذلك من الأعمال، حيث تؤدي الأسئلة دورا أساسياً فيها.

إن التواصل، في معظم الأوقات، عبارة عن طرح لأسئلة أو إجابة عليها، سواء كان ذلك في تواصلنا مع أنفسنا أو مع الآخرين. فبمجرد أن نقوم من النوم نطرح أسئلة على أنفسنا، نبدأ بأبسطها وننتهي بأعقدها: هل أفطر أم لا؟ ماذا أفطر؟ ماذا ألبس؟ ما برنامجي لهذا اليوم؟ كيف أقوم بتنفيذه؟ ماذا أريد تحقيقه في حياتي؟ لماذا أريد ذلك؟ كيف أحققه؟

تنقسم الأسئلة بصورة عامة إلى أسئلة مغلقة وأسئلة مفتوحة. الأسئلة المغلقة تكون إجابتها مختصرة ومحددة، وعادة تبدأ بـ(هل). وتكون إجابتها بـ (نعم أو لا) في أغلب الأحيان. والأسئلة المفتوحة تكون إجابتها مفصّلة وغير محددة، وتبدأ كثير منها بـ (ماذا، لماذا، كيف).

يمكننا أن نستفيد من طرح الأسئلة للأغراض الآتية:

  1. جمع المعلومات. إن طريقة طرح الأسئلة من أهم الطرق لجمع المعلومات والبيانات. فقبل البدء بحل المشاكل علينا أن نطرح الكثير من الأسئلة للوصول إلى أصل المشكلة، ثم اكتشاف الحل المناسب. 
  2. تقييم معلومات المقابل. يُستخدم طرح الأسئلة للوقوف على ما يعرفه المقابل والمعلومات التي لديه. ويعد طرح الأسئلة طريقة تعليمية يستعين به المدرّسين في التدريس، في بداية الدرس لمعرفة ما لدى التلاميذ من معلومات، وفي وسط الدرس ونهايته لتقييم ما فهمه الطلاب. علاوة على أنها تعيننا على معرفة ما يفكر فيه المقابل وما يدور في ذهنه.
  3. فهم كلام المقابل. إذا أردنا أن نتأكد من أننا فهمنا الكلام بشكل صحيح نطرح الأسئلة، وخاصة إذا كان كلام المتحدث مبهما أو يحتمل أكثر من تفسير. فنقول على سبيل التأكد من أن ما فهمناه هو الذي يقصده المتكلم: “هل تقصد كذا وكذا؟”  أو نستفهم  منه فنقول:”ماذا تقصد بهذا الكلام؟”
  4. تشجيع المقابل على البدء بالحديث. إذا أردنا أن نشجع الشخص الصامت على الحديث، فإننا نطرح عليه الأسئلة، وبصورة خاصة إذا كان الشخص ضيفا أو زميلا جديدا في مكان العمل.
  5. تشجيع المقابل للاستمرار في المحادثة. للأسئلة أهمية كبيرة في تشجيع المقابل على الاستمرار في المحادثة، وعلى الخصوص إذا كانت الأسئلة حول الموضوع الذي يتكلم عنه المتحدث. ومن أمثلة هذه الأسئلة: “ثم ماذا حدث؟” “هل حدث هذا حقا؟”. والاستماع الجيد أيضا يساعد يحفّز المتحدث على أن يستمر في حديثه.

وأخيرا فإن الذي يطرح الأسئلة هو الذي يتحكم في مسار الكلام والمحادثة. لذا حاول أن تطرح الأسئلة التي تحقق هدفك وتعطيك الإجابة التي تريدها، بحيث توجه الحديث إلى النهاية التي تهدف إليها. واستفد من نوع الأسئلة التي تطرحها. فإذا أردت أجوبة محددة ودقيقة اطرح أسئلة مغلقة، لأن الأسئلة المفتوحة تجعلك تتيه بين الكلمات، مما يصعب عليك الخروج بجواب محدد. أما إذا أردت أن يسترسل المتحدث في الكلام فاسأل أسئلة مفتوحة.

Advertisement

Leave a Reply

Fill in your details below or click an icon to log in:

WordPress.com Logo

You are commenting using your WordPress.com account. Log Out /  Change )

Facebook photo

You are commenting using your Facebook account. Log Out /  Change )

Connecting to %s