إن الثقة بالنفس من السمات الجيدة لشخصية الإنسان، حيث تبيّن قوته وصلابته، وتقديره لنفسه واعتزازه بها. فإن نسبة كبيرة من نجاح الشخص، تكمن في قوة ثقته بنفسه. والواثق من نفسه يظهر ذلك من كلامه ونبرة صوته وتعابير وجهه ووقفته وطريقة تواصله مع الآخرين، حتى ضحكته تكون مختلفة كما يقول إبراهيم الفقيه. والذي يفتقد الثقة بنفسه يكون ضعيفا في تواصله مع الآخرين وفي أدائه ونجاحه الشحصي والمهني.
إن الثقة بالنفس تنمو مع الإنسان وتتأثر إلى حد كبير بتربية الوالدين، والبيئة الاجتماعية التي يتربى فيها. والنجاح والفشل يؤثران في قوة الثقة بالنفس أو ضعفها، والعكس صحيح. فضلا عن أن طريقة تفكير الشخص له تأثير كبير على أن يكون واثقا من نفسه أو مفتقرا إلى الثقة. وكذلك انتقاد الآخرين له يؤدي دورا سلبيا في تقديره لذاته.
وهناك فرق كبير بين الواثق من نفسه والمغرور، فالواثق من نفسه يرى نفسه كغيره من الناس ليس أفضل منهم ولا أسوأ. يعرف نقاط قوته ويقدرها، ويعترف بنقاط ضعفه ويتقبلها. في حين يرى المغرور نفسه أفضل من غيره وجميع الناس دونه، يعطي نقاط قوته حجما أكبر مما هي عليه، ولا يرى نقاط ضعفه أو يعترف بوجودها.
كيف تقوي ثقتك بنفسك؟
إذا أردت أن تقوي ثقتك بنفسك هناك أمور القيام بها، ومنها:
- توقّف عن مقارنة نفسك مع غيرك. لكل شخص محاسنه ومساوئه ونقاط قوته وضعفه، لذا لا يوجد شخص أفضل من آخر. وكل شخص وهبه الله قدرات يتميز بها، لذا عليك أن تكون على يقين بأن الله وهبك قدرة خاصة بك، وكل ما عليك فعله هو اكتشافها واستخدامها بحيث تستفيد منها وتفيد بها غيرك.
- تقبّل عيوبك ونقاط ضعفك واعترف بهما. لا تتظاهر أمام الناس أنك شخص بلا عيوب، فلا يوجد من لا يمتلكها. بل تقبّل عيوبك واعترف بها، ولا تركز عليها لتشعرك بالنقص.
- اهتم بنفسك وطوّرها على جميع المستويات. إن التعلم والتطوير الدائم للشخص على المستوى الروحي والجسدي والنفسي والعقلي والمهني والمالي والتوازن بينها، يزيد ثقة الشخص بنفسه.
- تعاطَف مع ذاتك ولا تكن قاسيا عليها عندما تخطئ. كلنا معرضون للخطأ “فكل ابن آدم خطّاء وخير الخطائين التوابون”. عليك التعلّم من أخطائك وليس أن تقسو على نفسك باللوم والتقريع. لأن ذلك يؤثر سلبا على ثقتك بنفسك.
- لا تنظر إلى نفسك بعيون الآخرين. إن المبالغة في تقدير آرائهم الناس فينا، يضعف ثقتنا بأنفسنا. فليس من الضروري أن نحقق توقعات المحيطين بنا. فعبارات المدح لن تضيف إلى شخصيتنا شيئا، وذمهم لن ينقص من قيمتنا.
- تغلب على خوفك الذي يعيقك عن تحقيق أهدافك. إن تحقيق الأهداف وكسب الإنجازات مهما كان صغيرا فإنه يزيد من تقديرنا لذاتنا، ويشجعنا على المضي إلى الأمام ومحاولة تحقيق أهداف أكبر.
وفي النهاية فإن الثقة بالنفس لا تأتي من تلقاء نفسها ولا يوجد من يمتلك الثقة بالنفس منذ الولادة. فهي مهارة يمكنك تعلمها واكتسابها. وكما تقول الكاتبة والفيلسوفة الروسية آين راند فإن “لا شيء يعطى للإنسان تلقائيا، لا المعرفة ولا الثقة بالنفس ولا السكينة الداخلية، ولا الطريقة الصحيحة لاستخدام العقل. فكل قيمة يحتاجها الإنسان أو يريدها عليه اكتشافها، تعلمها واكتسابها.
عندما قرات المقال شعرت انك تتحدثين عن شخصية قريبة جدا من شخصيتي ، وجدت نفسي في معظم ماورد ولله الحمد والفضل ، جميل ان يعيش الانسان نفسه لا غيره و الاجمل ان يكتسب كل جميل من المحيط وان يعادر كل سيء او سلبي ، كالعادة مقال رائع دكتورة احسنت الاختيار والنشر وفقك الله.
LikeLiked by 1 person
أسعدتني كلماتك الجميلة ومرورك الكريم أستاذ ياسين.
LikeLike
مقالتك تبعث السعادة و الإبتسامة يا دكتورة ، شكراً دائماً لحروفك التي تدخل قلوبنا و تجعلنا نتفكر في انفسنا دون أن نعاتبها ❤️ مبدعه دائماً في طرحك ، ممتنة لك عزيزتي ، طاب يومك 🌹💐
دمتي بخير ..
LikeLiked by 1 person
أشكرك عزيزني على كلماتك الرقيقة. أسعدني مروروك. وفقك الله.
LikeLiked by 1 person