في كل يوم نتخذ العديد من القرارات منذ الاستيقاظ إلى الخلود للنوم. وتبدأ هذه القرارات من أبسطها إلى أصعبها. وبعض القرارات البسيطة نجعله روتينا يوميا كي لا نستهلك الجهد والوقت في اتخاذه، مثل توقيت القيام من النوم وأداء الصلوات، وما نأكله ونلبسه، ومطالعة الأخبار والأحداث اليومية في الجوّال سواء كانت اجتماعية أو سياسية، أو ممارسة تمارين الصباح أو عدم ممارستها.

ومع أننا ملزمون باتخاذ القرارات غير أننا قد نتهرب منه في بعض الأحيان أو نتردد فيه، خوفا مما قد يترتب عليه أو من عواقبه التي قد تكون وخيمة. والاستقلال المالي يؤثر بشكل أساس في اتخاذ بعض القرارات المصيرية مثل ترك عمل لا يرغب به الشخص، والبدء بعمل جديد، واتخاذ قرار بالزواج أوالطلاق أوالهجرة إلى بلد جديد. فضلا عن أن الصراع الموجود بين عقل الشخص وقلبه له تأثير مباشر على عرقلة اتخاذ القرارات وتنفيذها.

ولعدم اتخاذ القرارات والخوف من تنفيذها آثار سلبية على الشخص وعلى حياته. فالذي يخشى من اتخاذ القرارات لن يتمتع بشخصية مستقلة وناضجة، لأنه يمنعه من التطور والنمو، فتبقى قدراته مكبلة، وإنجازاته محدودة. فضلا عن أن الفرص تأتي وتذهب دون أن يتمكن من الاستفادة منها، والمشاكل تتفاقم ونصبح مسنعصية على الحل، إذا ما لم يقم بحلها خوفا من أن لا يكون القرار بشأن الحل صائبا.

وهناك خطوات تساعدك على اتخاذ القرار الصائب في الموضوعات المصيرية والمشاكل الصعبة التي تواجهها وهذه الخطوات هي:

1. حدد الموضوع أو المشكلة التي تحتاج إلى اتخاذ القرار فيها.
2. اجمع معلومات كافية عن الموضوع أو المشكلة كي تكون على بينة بكل ما يتعلق بالموضوع.
3. استشر أهل الخبرة، واستخر الله فيما ستختار “فما خاب من استخار ولا ندم من استشار”.
4. ضع قائمة بكل ما لديك من الخيارات والحلول.  
5. قيّم كل الخيارات والحلول وادرس إيجابية كل منها وسلبياتها وتكلفتها.
6. اختر أفضل الحل من بين الحلول أو البدائل .
7. قيّم أثر القرار المتخذ وما يترتب عليه وإجراء أي تعديلات أو تغييرات ضرورية. وتخيل نفسك وحياتك وكأنك قد طبقت القرار بالفعل وراقب شعورك، لتتأكد من أنك قد اتخذت القرار الصحيح قبل البدء بالإجراءات العملية لتطبيقه على أرض الواقع.
8. ابدأ بالتنفيذ مباشرة ولا تتردد أو تسوّف، فلا قيمة لأي قرار أتُخِذ ولم يُنَفَذ.