إن بناء العلاقات الإيجابية هو مفتاح النجاح في الحياة الشخصية والمهنية. فالعلاقة الجيدة مع المحطين تجعل إنجاز الأمور أسهل، علاوة على أنها تشعرنا بالراحة والأمان. وكما يقول بيلفر شتاين “يظن كثير من رجال الإدارة أن العلاقات الإنسانية فصل في كتاب تنظيم العمل، وهم مخطئون في هذا، فالعلاقات الإنسانية هي كل الكتاب”.
ومن الأمور التي تساعدنا على تكوين علاقات ناجحة سواء في المجال الشخصي أو في العمل:
1- إظهار الاهتمام الحقيقي بالآخرين. تتكوّن العلاقة الجيدة عندما تُظهر اهتمامًا حقيقيًا بالمقابل. ومن أفضل الطرق لإظهار اهتمامك بالآخرين أن تطرح عليهم أسئلة عن أنفسهم وعن اهتماماتهم. فالحقيقة هي أن كل شخص يحب التحدّث عن نفسه وعن اهتماماته وما يشغل باله. ولابد أن تنتبه إلى أن لا تتحدث أنت عن نفسك واهتماماتك مالم يطرح المقابل أسئلة عن ذلك.
2- كن مستمعا جيدا، وركز على ما يريد المقابل قوله وليس على ما تريد قوله أنت. انظر إلى المتحدث عندما يتكلم ولا تدر وجهك لأية جهة أخرى خلال حديثه. وعندما يتحدث إليك المقابل باهتمام، ابتعد عن استعمال الجوال أو مشاهدة التلفاز أو العمل على الحاسوب أو القراءة. ومن آداب الاستماع كذلك أن لا تقاطع المتحدث قبل أن ينهي كلامه الذي يريد قوله. ومن الجميل طرح أسئلة بغرض الفهم وليس الانتقاد أو الاستجواب. ولا تقدم النصح والإرشاد أو التعبير عن رأيك ما لم يطلبه المتحدث منك. وابتعد عن لوم المتحدث وتقريعه نهائيا.
3- حاول أن تستخدم أسلوبًا مختلفًا قليلاً مع كل شخص بدلاً من اتباع مقاس واحد يناسب الجميع. ومن الحكمة مخاطبة الناس على قدر اهتماماتهم. إن معاملة كل فرد أنه شخص فريد وتعظيم أوجه التشابه والتقليل من الاختلافات هو في صميم بناء العلاقة. لأن التركيز على النقاط المشتركة بينك وبين المقابل يقوي العلاقة والعكس يهدمها.
4- احترم المسافة الشخصية للمقابل. ويستدعي ذلك عدم التدخل في الخصوصيات وإحراج المقابل بأسئلة تدخل ضمن الأمور الخاصة، مثل: “كم تتقاضى في الشهر؟” و”بكم اشتريت كذا؟” و”ماذا كان فطورك؟ أو غداؤك؟ أو عشاؤك؟” أو غير ذلك من الأسئلة. وكما يقول مصطفى محمود فإن “حفظ المسافة في العلاقات الإنسانية مثل حفظ المسافة بين العربات أثناء السير فهي الوقاية الضرورية من المصادمات المُهلكة”.
5- لاحظ كيف يتعامل المقابل مع المعلومات. فهناك أشخاص لا يحبون الكلام المفصّل، ويميلون إلى الاختصار. على عكس الذين يستمتعون بالاستماع إلى الشرح والتفصيل، فمثل هؤلاء الإجابات المختصرة لا تروي ظمأهم.
6- كن صادقا في كل ما تقوله، لأن الكذب والتزييف تكشفه حركاتك الجسدية وتعابير وجهك. فلغة الجسد تتحدث بصوت أعلى من أي كلمة يمكنك نطقها. سواء كنت تخبر الناس أنك تحبهم، أو كنت غاضبًا منهم، أو لم تستطع أن تهتم بهم، فإن حركات جسمك تكشف عن أفكارك وحالاتك المزاجية ومواقفك. فجسمك بوعي ودون وعي يخبر المقابل بما يحدث معك حقًا.
ايجاز جميل وسلس ، بسيط الطرح و الاستيعاب انا اؤيد هذا الطرح البسيط البعيد عن التكلف على الرغم من ان الطرح لا يمكن قياسه على كل البشر فالناس طبائع لكن المسافة المشتركة هي القاسم المشترك ، احسنت النشر دكتورة بارك الله فيك.
LikeLiked by 1 person
شكرا جزيلا أستاذ ياسين على قراءتكم المتمعنة وتقييمكم الإيجابي للمقال…
LikeLike